مصر القديمة منذ عهد الاسرات الفرعونية، كانت ترى ان خط الدفاع الأول جغرافيا يبدأ في منطقة لواء الاسكندرونة اعلى شمال غرب سوريا، يليه مباشرة خط المضايق في وسط سيناء.. وظل هذا التلاحم وتلك الأهمية بين مصر وسوريا حتى نهاية خمسينيات القرن الماضي الذي شهد الوحدة بين البلدين، واندمج جيشي البلدين، وأصبحت القوات المسلحة في سوريا هو الجيش الأول الميدانى، واستكملت القوات المسلحة المصرية الهيكل العسكرى من خلال الجيشين الثانى والثالث الميدانيين. وفيما بعد خاض البلدين كل حروبهما معا سواء بالانكسار او الانتصار ليشكلا ثابتا تاريخيا وجغرافيا.
ما حدث بعد ما سمي باحداث الربيع العربي كان هو النشاز في تلك العلاقة الراسخة، ولا احد ينكر ان هناك ارتياح كبير في ما يحدث حاليا من استعادة سوريا الى حضنها العربي، صحيح ان تحقيق تقدم في عملية التسوية السياسية في سوريا يتطلب جهودًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة السورية والمعارضة والدول الداعمة والجهات الإقليمية والدولية. ومن بين الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحقيق تقدم في هذ الصدد انه يجب على الدول الداعمة لأطراف الصراع في سوريا تقديم الدعم اللازم لجهود التسوية السياسية، وذلك من خلال التحفيز على التفاوض وتقديم الدعم اللوجستي والمالي. أيضا تحسين الوضع الإنساني وذلك عن طريق تقديم المساعدات الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري. وتعزيز دور المؤسسات المدنية وتعزيز الحوار السياسي والمجتمعي.
إن تحقيق التقدم في عملية التسوية السياسية في سوريا يتطلب جهودًا جادة وحقيقية من جميع الأطراف المعنية، ويجب العمل بروح المسؤولية والتعاون من أجل استعادة الاستقرار والسلام في سوريا.
على الرغم من أن الحرب الأهلية في سوريا قد انتهت رسميًا في العام 2020، إلا أن الوضع في البلاد لا يزال صعبًا ومعقدًا. تشهد المناطق السورية المختلفة حاليًا مستويات مختلفة من الاستقرار والأمن، وما زالت هناك مشاكل كبيرة تتعلق بالاقتصاد والخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء والصحة والتعليم.
لا يمكن الجزم بشكل دقيق عن الآثار المحتملة لعودة سوريا إلى الجامعة العربية على الأزمة السورية، حيث إن الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا لا تزال معقدة ومتغيرة باستمرار.
حتى الان ما يزال هناك اختلافات كبيرة بين الدول العربية حول الوضع في سوريا.
فالعودة السورية إلى "الحضن العربي"، سيساهم بشكل كبير فى تحقيق الاستقرار الداخلي والتوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية مع الدول العربية والإقليمية الأخرى.وتعزيز الحوار والتفاهم بينهما. ومع ذلك، فإن هذا الموضوع يتعلق بالقرارات السياسية والدبلوماسية للدول العربية، والتي قد تتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك الأزمة السورية وتطوراتها المستمرة.