Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

الكلاب الضالة بين خطر يهدد الأرواح وحلول رحيمة لضبط الظاهرة
د. احمد ابو العلا

د. احمد ابو العلا


بقلم د.احمد ابو العلا
استشارى امراض الباطنة 

لم تعد مشكلة الكلاب الضالة مجرّد مشهد عابر في شوارع مصر، بل تحوّلت إلى قضية تشغل الرأي العام، بعدما تجاوزت أعدادها الحدود الطبيعية وأصبحت خطرًا حقيقيًا على البشر. فقد شهدت بعض المناطق حوادث مأساوية، منها هجوم كلب ضال أودى بحياة فتاة في القليوبية، وحالات عقر متكررة في الأحياء السكنية والقرى، ما جعل الكثيرين يدقون ناقوس الخطر مطالبين بتحرك سريع.

ويعكس استطلاع للرأي نُشر مؤخرًا حجم القلق الشعبي، إذ أبدى 93% من المشاركين تأييدهم لتكثيف الحملات البيطرية للحد من انتشار الكلاب الضالة، في إشارة واضحة إلى أن الرأي العام يرى في هذه الأزمة خطرًا داهمًا يستدعي حلولًا علمية ورحيمة في الوقت نفسه.

ولمعالجة الظاهرة بفعالية، يحتاج المجتمع إلى منظومة متكاملة بدلاً من الاكتفاء بحلول مؤقتة. تبدأ هذه المنظومة بإطلاق برنامج وطني مستدام يتضمن حملات للتطعيم والإخصاء والتسجيل، مع إشراك الأطباء البيطريين والجمعيات المعنية برعاية الحيوان. كما ينبغي توعية المواطنين بعدم إلقاء بقايا الطعام في الشوارع، لأنها تجذب الكلاب وتساعد على تكاثرها.

إلى جانب ذلك، يمكن إنشاء ملاجئ ومراكز إيواء مدارة باحتراف، لإعادة تأهيل الكلاب القابلة للتبني، ما يخفف من أعدادها في الطرقات. وتظهر التجارب العالمية، مثل الهند وتركيا، أن الجمع بين الإخصاء والتطعيم والتبني أسهم في السيطرة على الظاهرة بطرق إنسانية تحمي الصحة العامة وتراعي حقوق الحيوان.

إن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المدني والمواطنين، حتى تتحول الشوارع إلى بيئة آمنة للبشر والحيوانات على حد سواء، ويصبح التوازن بين الرحمة والحزم هو عنوان المرحلة القادمة.



تواصل معنا