Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

معاناتي نورت لي حياتي
احمد النجار

احمد النجار

أحمد النجار يكتب :
الإبداع  الذي يعيش طويلا هو نتاج  معاناة صاحبه المبدع والفنان الحقيقي الصادق هو الذي يحول معاناته الشخصية الي حالة من الإبداع والتوهج الفني ..
عظماء الفن في العالم خرجت إبداعاتهم العظيمة من رحم معاناة وكوارث إنسانية عاشوها وتجرعوا مرارتها لفترات طويلة  لكنهم لم يستسلموا لها وقاموا بتحويلها الي حالات فنية و إبداعية دخلت التاريخ الفني والإنساني من أوسع أبوابه .
في عالمنا العربي.
 عاش العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يتيما داخل ملجأ للأيتام  مصابا بمرض البلهارسيا وخرج من ملجأه  عازما على أن يحول يتمه الي نجاح ومرضه الي  إبداع غنائي يعيش معنا رغم سنوات  رحيله  التي تصل في مارس المقبل الي  ٤٧ عاما .
تجربة فنية أخرى بطلها  فريد الأطرش إبن الأسرة الحاكمة والثرية الذي خرج  من أرضه وبلده في الشام مطاردا هو وعائلته التي ضمت إمه وشقيقيه أسمهان وفؤاد هروبا  من محاولات إغتيالهم .
عاشت الأسرة سنوات من المعاناة في مصر بلا مورد مادي وهي العائلة المفترض إنها ولدت وفي فمها ملعقة ذهب لكن هذا الرغد لم يستمر سوي سنوات معدودة وخرج فريدو أسمهان وفؤاد من بلادهم يامولاي كما خلقتني.
اجهض فريد وأسمهان  هذه المعاناة وأبدعا  كلاسيكيات وروائع غنائية لاتزال تتردد حتى الآن بصوتيهما و بأصوات أجيال مختلفة من المواهب الغنائية .
تجربة أخرى تضاف الي سلسلة معاناة أبطالها من المبدعين الحقيقيين بطلتها هذه المرة فنانة تشكيلية ورثت عشق الفن  من والدها الذي ورث هو الأخر  حب الرسم عن والده   المثال المصري الكبير الراحل جمال السجيني صاحب اللوحات  والتماثيل الخالدة  مثل أمومة والعبور وعروسة المولد وغيرها .
  
إكتشفت  الحفيدة هنا السجيني أن عشقها للفن يفوق اي شيئ أخر حتى دراستها الإقتصادية بجامعة القاهرة  التي إجتهدت فيها وتخرجت منها لكنها قررت السير على الخطي الفنية لوالدها  أستاذ الرسم وجدها المثال الخالد  .
قطعت هنا خطوات فنية ثابتة لم يعكرها سوي تشخيص طبي  أجرته عقب أزمة صحية طارئة ادرجها ضمن مرضى السرطان .
قررت هنا محاربة المرض ومواجهته بالفن والإبداع فلم تستسلم لروح اليأس وخرجت بمشاعر إبداعية أطلقت عليها عنوان عد الأصابع وثقت خلالها رحلتها مع المرض والعلاج منه .
في مجمع ٤٢١ بأبو ظبي والمتواجد في واجهة ميناء زايد   حيث ترسوا سفن الشرق والغرب لينزل منها جمهورا يبحث عن الإبداع الفني واقفا أمام ماأبدعته هنا وغيرها من فناني الموسم الشتوي بالمعرض والذي يحمل عنوان تشابك الثقافات وهو مبهورا بالمستوى الفني الذي يقدمه الفنانون المنتمون لجنسيات مختلفة مابين مصرية و إماراتية   ومغربية و إيرانية يتحدث الجميع فنانون وجمهور لغة واحدة هي لغة الفن التي جمعتهم على أرض ٤٢١
في أغنيته الشهيرة إختياراتي مدمرة حياتي يندد المطرب أحمد سعد  بمعاناته من إختياراته بينما في مجمع ٤٢١ تثبت هنا السجيني وغيرها من المبدعين الحقيقيين أن المعاناة نورت حياتهم بإرث إنساني  وروائع وإبداع فني سيعيش طويلا



تواصل معنا