Loading...
رئيس مجلس الإدارة
د.حاتم صادق

المصرى اون لاينبوابة خبرية متخصصة

رئيس التحرير
قدري الحجار

"ماذا لو انقطع الإنترنت؟".. أعراض الانسحاب من الصدمة الرقمية

الجمعة 17 أكتوبر 2025  10:33:06

انتشرت في الآونة الأخيرة عشرات القنوات على وسائل التواصل الاجتماعي تبث أخبارًا عن قرب دمار «السوشيال ميديا» ونهاية عصر الإنترنت، والعودة إلى ما قبل الثورة التكنولوجية في منطقتنا والعالم كله.

جمل لها وقعٌ رهيب على من يسمعها، خاصة الأجيال الحديثة التي نشأت وترعرت في أحضان هذا العالم الرقمي، وربطت طموحاتها وأحلامها به.
ومن ثم، فإن أي أنباء عن انقطاع هذا العالم أو فنائه ستكون لها آثار وعواقب لا يمكن التنبؤ بمدى خطورتها.

ولذلك توجهنا إلى عدد من خبراء علم النفس والاجتماع في مصر، لنعرف منهم كيف يمكن أن يتأثر الأفراد والمجتمعات في حال انتهاء هذا العالم الافتراضي، وما شكل الحياة حينها.


عواقب غير متوقعة
يقول الدكتور محمد سمير، أستاذ علم الاجتماع وعميد معهد الخدمة الاجتماعية ووكيل معهد إعداد القادة بجامعة حلوان: "زوال الإنترنت وعالم السوشيال ميديا بالتحديد سيكون صدمة كبيرة للمجتمع والأفراد، لأن تغيير نمط السلوك المعتاد بشكل مفاجئ يحوّل الواقع المألوف إلى واقع أليم."

ويضرب مثالًا، إذا كنت معتادًا على التواصل يوميًا مع شخص ما، فمن الصعب أن تتقبل انقطاع الاتصال فجأة، وسيكون ذلك مؤلمًا لك. وهذا بالضبط ما سيحدث للمجتمع إذا انقطع فجأة عن وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت جزءًا من يومياته بين العمل والترفيه والمعلومات والعلاقات.

ويضيف د. سمير، أن معظم الناس يقضون جزءًا كبيرًا من يومهم على هذه الوسائل، فكيف يمكن أن يستيقظوا فجأة ليجدوا شاشات هواتفهم سوداء؟

سيكون الأمر مفزعًا للغالبية، ومن الصعب استيعابه أو استبداله بعادات أخرى، فالعالم بأسره بات مرتبطًا بالإنترنت في كل المجالات: التجارة، والصناعة، والتعليم، والمعدات العسكرية، وغيرها من مجالات الحياة.

ويؤكد، من يروّجون لنهاية العالم الرقمي ما هم إلا باحثون عن مزيد من المتابعين والمكاسب المادية. لو حدث بالفعل، فستكون هناك كارثة مجتمعية وإنسانية على مستوى العالم بأسره.

صدمة رقمية
أما الدكتورة غادة حشمت، أستاذ علم النفس والاستشاري الأسري، فتقول: "في حال تحقق ما يروّج له البعض من تكهّنات بزوال الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفاجئ، فسيحدث ما نسميه الصدمة الرقمية، وهي حالة ينتج عنها ألم وقلق وحزن، تشبه إلى حد كبير أعراض الانسحاب التي تصيب مدمني المخدرات أثناء العلاج."

وتوضح أن السبب في ذلك هو اعتماد المخّ على مستويات مرتفعة من الدوبامين الذي تحفّزه وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار، مما يجعل التوقف المفاجئ عنها صعبًا جدًا، بل مؤلمًا.

ستظهر مشكلات نفسية متعددة، أبرزها الشعور بالعزلة والقلق، لأن الإنترنت صُمّم أساسًا للتواصل، وتوقف هذه الميزة يسبب فراغًا نفسيًا واجتماعيًا حادًا لدى الجميع.

وتشير د. غادة إلى أن التأقلم مع هذا الوضع سيكون شديد الصعوبة، خاصة لمن يعتمدون على الإنترنت بشكل مفرط. وقد يعاني بعضهم اضطرابات نفسية وجسدية تستغرق وقتًا طويلًا للتعافي منها.

فرصة لإحياء الدفء الإنساني
ورغم هذه الآثار السلبية، ترى د. غادة أن هناك جانبًا إيجابيًا محتملًا، وسط كل هذه العواقب، يكمن خير كبير، يتمثل في تعزيز العلاقات الإنسانية الحقيقية والدفء الأسري من خلال التواصل المباشر بين الأفراد وأسرهم، واستعادة الألفة والود بين أبناء المجتمع.

وربما تكون عودة التواصل الإنساني المباشر هي المكسب الوحيد من انقطاع هذا العالم الافتراضي، لكنها تظل تجربة قاسية لا يُنصح بخوضها، فالحياة الحديثة لم تعد تنفصل عن الإنترنت، ولا يمكن للبشرية أن تعود إلى ما قبل هذا العصر الرقمي.

 




تواصل معنا